يُعرف شهر مارس عالميا بشهر المرأة لكن ماذا لو أن كل يوم في مصر تبدأ عبارة عن دعم وتمكين المرأة! لكن على طريقتنا الخاصة.
تُعتبر ريادة الأعمال هي الفرصة الأمثل لتمكين عشرات السيدات في مصر، وهذا الطريق الذي سلكه برنامج مصر تبدأ بعد عامين من إحتضان الشركات الناشئة في مصر. وفي خلال رحلة البحث عن رواد أعمال في مختلف محافظات مصر لفت انتباهنا صعود العنصر النسائي في مجال ريادة الأعمال المجتمعية مع تنوع الصناعات والأعمال التي يعملن بها، فلم تفرض عليهن ظروفهن أو موقعهن الجغرافي عوائق بل خلقوا من العوائق فرص لفتح مشروعات جديدة تُغير مفهوم ريادة الأعمال النسائية في مصر.
إن الهدف الأساسي من أنطلاق برنامج مصر تبدأ هو دعم وإلهام رواد الأعمال في مرحلة ما قبل المسرعة، وهذا ما أدركناه في Flat6Labs فنقدم أكبر قدر من الدعم لرواد الأعمال في مرحلتي ما قبل الفكرة و النموذج المبدئي.
كما يُعتبر تمكين رائدات الأعمال في مصر من أهم نقاط الارتكاز التي يعمل على تطبيقها برنامج مصر تبدأ على أرض الواقع، بحيث تم تصميم مراحل البرنامج بما يتناسب مع ريادة الأعمال النسائية ويحقق أهداف خطة التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة للعام ۲۰۳۰.
عندما بدأنا في تصميم برنامج مصر تبدأ، لاحظنا أن نسبة رائدات الأعمال المبتكرات كبيرة جدًا في مصر لكن يفتقرن إلى معرفة الخطوات الأولية في تنفيذ أفكارهن لذلك; أخذنا على عاتقنا تمكين رائدات مصر، ووضعنا خطة لدعم ريادة الأعمال المجتمعية النسائية لتمكين العاملات بهذا المجال وهذا لعدة أسباب:
زيادة مستمرة في عدد السيدات المُعيلات في مصر
إن عدد السيدات المُعيلات في مصر يمثل جزء لا يستهان به من العدد الكلي لسيدات مصر، فحسب تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام ۲۰١٧ فإن عدد الأسر التي تعولها سيدات وصلت إلى ٣،٣ مليون أسرة بما يعادل ٣٠٪ من الأسر المصرية بالرغم من ذلك بلغت نسبة القوى العاملة من الإناث في مصر عام ٢٠١٩ إلى ٢٣،٨٪.
التأثير المباشر على الاقتصاد
تُعد ريادة الأعمال من أهم محركات النمو الاقتصادي، حيث تمثل المشروعات الصغيرة نحو ٩٠% من منشآت الأعمال على المستوى العالمي، كما تخلق ٥٠% من الوظائف ونحو ٦٠ – ٧٠% من القيمة المضافة للاقتصاد، كما أن هذه المشروعات تسهم في توظيف النساء العاملات من الطبقات الفقيرة وذات الدخل المنخفض. وتؤكد الدراسات الاجتماعية أن المرأة تنفق نسبة كبيرة من دخلها على الطعام والرعاية الصحية والتعليم، وهي السلع التي تتطلبها تربية الأطفال، وهي نسبة أعلى من النسبة التي ينفقها الرجال على هذه السلع.
من المُلاحظ أن السيدات يؤثرن على الإقتصاد تأثيراً مباشراً، لأنه بمجرد زيادة دخل السيدات المُعيلات ينعكس هذا على الأسرة والأبناء لذلك وجب التركيز على دعم المرأة المصرية لأنه يؤثر على محيط أسرتها فالتأثير هنا ليس عليها فقط ولكنه يمتد إلى فردين أو أكثر داخل أسرتها
حسن منسي – المدير التنفيذي لبرنامج مصر تبدأ
تحديات تواجه ريادة الأعمال النسائية
زيادة التحديات التي تواجه رائدات الأعمال مثل: التعليم، بحسب ما نشره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء فإن ٥۸،٣٪ من السيدات المُعيلات في مصر أميات.
وفي بعض الأحيان يصعب الحصول على التوجيه للبدء في شركاتهم، بالإضافة إلى قلة رأس المال أو انعدامه لبدء مشروعات خاصة، قلة برامج التطوير والارشاد المُصممة لتُلهم السيدات، واقتصار مشاركة المرأة العاملة في عدد محدود من القطاعات. قالت جيوفانا تشيليا ممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في مصر “إن الرائدات في مصر وبرامج تنميتهن لا تركز سوى على القطاعات التقليدية، لذا لا بد أن نستهدف القطاعات التي تساعد المرأة على التأثير في المجتمع بشكل أكبر لتحقيق مخرجات أكبر”.
تقديم فُرص متساوية للسيدات في سوق العمل
أشارت رئيس المجلس الدولي للأعمال الصغيرة وريادة الأعمال جيرالين فرانكلين،إلى أنه “عالمياً توجد
٦ أو ٧ دول فقط تشترك المرأة فيها في المساواة مع الرجال، لكن بقية الدول السيدات يستحوذن على النصيب الأقل، رغم أن الإنتاجية تزيد مع وجود مساواة، فالمرأة تقود النمو الاقتصادي، وتمكين المرأة أحد أهداف ۲۰۳۰”.
لذلك في برنامج مصر تبدأ ندعم هذا القطاع عن طريق مساعدتهن على الإلهام والتفكير، الإرشاد واقتحام قطاعات مختلفة عما اعتدن عليه، وهذا سيساهم بالتأكيد إيجابيًا في دعم الإقتصاد المصري.